في يومٍ من أيّام نيسان/ أبريل 1991، استقلّيتُ التاكسي فجراً، قاصدةً مبنى عملي في إذاعة الشرق. كنتُ قد وصلتُ للتوّ إلى باريس، وكلّ شيءٍ من حولي يرشح وحشةً وغربةً. في الدرب، توقّف بنا السائق، أقلّه، ثلاثين مرّة. أي، كلّما لاح له ضوءُ شارة المرور الأحمر.
أقلّ من عشرين دقيقة كانت المدّة التي يستغرقها مشواري، من بيتي في الدائرة الـ 15 إلى مبنى الإذاعة في الدائرة الـ 16. دقائق معدودة بدت لي دهراً. إذْ ضقتُ ذرعاً بتلك الأناة في