New Page 1

قد تكون عبارة «خروج لبنان عن الخدمة» هي الأدقّ لتوصيف المرحلة الراهنة، لا على خلفية إضراب موظفي «أوجيرو» وحسب، وإنما بالنظر إلى فقدان القدرة على ممارسة الحياة بطبيعتها على وقع تهاوي القطاعات الواحد تلو الآخر، وليس آخرها قطاع الاتصالات. سقوط مراكز خدمات «أوجيرو» تباعاً يدقّ جرس إنذار بأن البلد سيكون أمام شلل في التواصل المالي والتجاري محلياً ومع الخارج. هذا الواقع وحساسية الدور الذي تقوم به «أوجيرو»، وتأثيره على مختلف القطاعا


الكارثة آتية. إذا لم تعالج مشكلة توفير المازوت والصيانة وأكلاف التراخيص العالمية، فضلاً عن تحسين رواتب الموظفين في أوجيرو، فإنه خلال وقت قريب لن يتمكّن معظم القاطنين على الأراضي اللبنانيّة من إجراء الاتصالات الأرضيّة والخلويّة ولا حتى الولوج إلى شبكة الإنترنت أو استخدام التطبيقات على الهواتف والحواسيب. هذا ليس ضرباً من الخيال ولا مبالغة. فالمشكلة متشعبة بين تأمين الكهرباء والدفع بالدولار مقابل التراخيص العالمية وارتفاع أسعار


أغرقت غواصة "الحوت السادس" طرابلس كلّها في البحر. انتظار أربعة أشهر لانتشال ضحايا مركب المهاجرين الذي غرق قبالة المدينة في 23 نيسان الماضي، قابلته الغواصة بيومَي عمل فقط، خلال الأسبوع الذي رست فيه في بحر طرابلس. في اليوم الأول، قامت باستطلاع المركب وتصويره. وفي الثاني، أعلنت فشلها في انتشال الضحايا، وغادرت يوم الاثنين الماضي. أما "عرّاب" الغواصة النائب أشرف ريفي (موّل شقيقه جمال مهمتها)، فقد انتقل إلى المهمة الثانية بعد استك


اتصلت، قبل سنتين أو أكثر، بالصديق على الدين هلال أعرض عليه فكرة تأليف كتاب جديد عن العالم العربي بعد مضي حوالي أربعين عاما على نشر الطبعة الأولى من كتابنا المشترك الذي حمل عنوان النظام الإقليمي العربي. تحمس صديقي للفكرة واتفقنا أن نفكر كلانا في الأمر ونعود للتشاور. فكرنا ولا أذكر أننا عدنا للتشاور. كان الدافع وراء عرض الفكرة هو ما جاء بالفصول الأخيرة من كتابنا عن التحديات التي تواجه هذا النظام الإقليمي في مقبل الأيام وتهدد ا


التكافؤ مع العدو الامبريالي يتحقق بالنهوض الاجتماعي، أي الثقافي والسياسي. وذلك يُمنع بالتخليط الفكري، والمحافظة على ايديولوجيا سلفية، واتخاذ أساليب في السياسة تمنع الجمهور من المشاركة في المجال العام وتدعم الديكتاتورية والطغيان، بما في ذلك الأنظمة الدينية. لقد كان صعود الدين السياسي في السبعينات إيذاناً بنهوض السادات، والخميني. واحد لعقد اتفاق مع اسرائيل، وآخر لتبني قضية فلسطين من آيدي العرب، وجعلها وسيلة للايديولوجيا الد


تحاول لجنة الاقتصاد النيابية إرساء خطة تعافي بديلة من تلك التي أقرتها الحكومة. يرى أعضاء اللجنة أن خطة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ناقصة رغم أن ممثليهم في الحكومة وافقوا عليها تعقد لجنة الاقتصاد النيابية اجتماعات مع أكثر من طرف معني بخطة التعافي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي سعياً لوضع خطة تعافي بديلة من خطة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي التي أقرتها القوى السياسية نفسها الممثلة في اللجنة. يبرر النواب خطوتهم هذه، بأن ال


تسريع مشاورات تشكيل الحكومة، تزامناً مع اليوم الأول للمهلة الدستورية، يترك انطباعاً بالذهاب حكماً نحو الفراغ الرئاسي، والخشية من انتقال عدوى تطورات العراق إلى لبنان كان طبيعياً أن تتجه الأنظار الى ما حصل في العراق في الأيام القليلة الماضية. حجم المخاوف التي نتجت من مشهد الشارع العراقي، زاد القلق لدى القوى السياسية من احتمالات التفلّت في الساحة اللبنانية، تزامناً مع تزايد مؤشرات الانهيار الاجتماعي والاقتصادي. صحيح أن عوامل


انها لعقوبة فادحة ان نعيش في هذا الزمن، وفي هذا الربع العربي الخالي. كأننا منذورون للتخلف والضياع. هل نستحق هذه العقوبة؟ الأوبئة السياسية متفشية. البحث عن مستقبل مستحيل. منذ مئة عام أو أكثر قليلاً، كانت الخريطة العربية، من المحيط الى الخليج على موعد مع الحرية والعدالة والتقدم والعلم. كُتَّاب ورُوَّاد تلك البدايات، من عبد الرحمن الكواكبي، الى محمد عبده، وشبلي الشميل وفرح انطون وأديب اسحق و… سلسلة من المفكرين، هؤلاء جميعاً،


تعمّد العدو الإسرائيلي اغتيال النُخَب الفلسطينية، وفق مُخطّط مُمنهج، نظراً إلى خطورة الكلمة والصورة والكتاب والرسم، لكن ذلك ولّد أجيالاً من المُناضلين المُثقفين. ومن هؤلاء، الفنان الكاريكاتوري العربي الفلسطيني ناجي سليم حسين العلي، الذي تجاوز برسوماته الإبداعية، الدائرة الضيقة أو الزمان الذي رسم فيه، لأنه ثبت أن أعماله خالدة، ليس فقط في حياته ولا لجيله ومُعاصريه، بل إلى الأجيال التي ولدت بعد استشهاده، والتي أضحت تعتمد «


تعبنا.. وقد آن لنا أن نستريح.. ونترك هذا المكان القبيح.. ونمضي.. الى حيث تكتب الروح سطرا".. وتدفن ذاك اليراع الجريح.. تعبنا.. ولكن بقينا نعاند.. حتى انتهينا.. بدون حياة.. ودون صديق.. ودون رفيق.. ودون حبيب.. حياة بدون حياة.. و ألم عميق صريح.. يكاد يحطم صخر الضريح.. تعبنا. وقد آن لنا ان نستريح


لا أعود، إلا مضطرا، لزيارة مواقع وقعت في حبها في ماضِ الأيام خلال إقامة طويلة أو زيارة قصيرة. عشت أخاف إن عدت إلى موقع من هذه المواقع فسوف أجده تغير في الشكل أو في سلوكيات الناس وبالتالي أفقد بعض حبي له أو يتراخى تعلقي به. لا أفهم كيف أتوقع أن يحدث هذا في علاقتي بمدن وبحيرات وغابات وجبال خضراء تطل على بحار تلامس الأفق وتستقبل شمس الغروب ولا يحدث مع أفراد كثيرين تعلقت بهم، فإلى هؤلاء أنا أعود دائما. إن هم ابتعدوا أبذل جهدا في


أقرأ في بعض كتابات علماء السياسة وتصرفات كثير من السياسيين في دول الغرب رسائل صامتة تعكس عدم رضا عن أحوال الغرب عامة ودولهم بخاصة. صارت حكمة متكررة القائلة بأن دول مجموعة السبع كانت في عام 1991 تنتج ما نسبته 66% من مجمل الناتج العالمي والآن تنتج ما لا يزيد نسبته عن 44%. مجموعة السبع هي العنوان البديل لمجوعة الدول الغربية الكبرى، وهي التي تفضل تسميتها بالدول الديموقراطية تمييزا لها عن الدول الكبرى التي تحكمها أنظمة حكم أوتوق


في نهاية الـ 2021، أعدّت منظّمات حقوقيّة دراستيْن؛ تخلص الأولى، إلى أنّ طفلاً من بين كلّ طفليْن في لبنان معرَّض لخطر العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي. وتُبيّن الثانية، أنّ نصف نساء لبنان بحاجة إلى الحماية، سواءٌ داخل منازلهنّ أو خارجها. مروّعة أخبار العنف التي تتناقلها، بخجل، وسائل إعلامنا. فكثيراً ما تُطالِعنا بصور وجوهٍ وأجسادٍ شوّهها العنف. كما لو أنّها سقطت من قممٍ شاهقة. والمروّع أكثر، أنّ هكذا أخباراً وصوراً باتت وكأنّ


توفي سجينان داخل سجن رومية من دون أي تفسير من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي اكتفت بالتقارير الطبية، في حين يحمّل الأهالي إدارة السجن مسؤولية موت أولادهم بسبب الإهمال الطبي والمماطلة في نقل السجناء إلى المستشفيات وغياب الرعاية الصحية. بذلك يرتفع عدد الوفيات في رومية إلى أكثر من 17 خلال 6 أشهر في أقل من 24 ساعة، لقي سجينان حتفهما داخل سجن رومية. لا تقارير رسمية من إدارة السجن أو المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي


ما يقوم به مصرف لبنان لجهة التخلّي نهائياً عن تمويل استيراد البنزين وإعادة توجيه الطلب على الدولارات اللازمة لاستيراد الكميات، نحو السوق الحرّة سيحفّز ارتفاع سعر الدولار ويغذّي تسارع التضخّم في كافة أسعار السلع والخدمات بناء على طلب مباشر من مصرف لبنان، تقوم وزارة الطاقة بإصدار تسعيرة المشتقات النفطية لتضمينها التخلّي التدريجي عن تسعير البنزين المستورد على سعر «صيرفة». هذا القرار أثار بلبلبة متكرّرة في السوق يتوقع أن تستم