New Page 1

كلمات، لا شيء غير الكلمات. نباح لا أكثر. أصوات تعوي كذباً. عتمة فاجرة. أيام متآكلة. الأمكنة كلها تعيش اختناقها. لا حياة إلا لنباح سياسي وأصوات تشبه غارات الذباب. حرام. اللبنانيون لا يستحقون هذا الجحيم. ثقيل هذا العام الذي أماتنا كثيراً. كان قتلاً بطيئاً علنياً. في تمام الساعة الثامنة إلا ربعاً. تظهر مشهدية تقنع الرعاع، بأن “أخاك” عدو لك. شاشات تكاذب. إطعنه سراً، وإن استطعت، إطعنه ببلاغة الوضوح. ذئاب لإخوانهم الذئاب. ال


فؤادة: اشتقت لك. تباعدت المسافات فلم نعد نلتقي كثيرا كما تعودنا. تعرفين كم فرحت بزواجك. لم أقدر وقتها صعوبة الفراق. لعلك تذكرين لحظة ودعتك عند باب غرفتك في الفندق وأنت ترفلين في فستان عرسك وزوجك يستعجل رحيلي بعينيه وتوتر ساقيه وتلعثم كلماته، أنا أّذكرها. كانت لحظة مشحونة بتفاصيل علاقة حب توشك أن تتحول إلى علاقة أخرى. كدت، من فرط تأثري بمشهد فتاة رائعة بكل المقاييس تسلم نفسها لغريب بعقد طويل الأجل إن لم يكن أبديا، كدت أكرر


تقرأ ما يكتبون وما يذاع في أمريكا وبعض دول الغرب عن عالم يعيش حرب أوكرانيا فتتخيل أنك مطالب بأن تزهو بزهوهم وتعيش في أوهامهم. أنت مطالب بأن تؤمن إيمانا قويا بأن التاريخ انتهى فالغرب مكتسح بقيمه وقوته وأحلافه ولا مكان فيه لدخيل أو لجديد إلا بإذن من الولايات المتحدة ولدور تحدده. مثلا، لم أجد في معظم ما كتب هناك وأُذيع من ردود الفعل على نتائج القمة الأفريقية الأمريكية إلا المبالغة أو القصور المتعمد أحيانا في الفهم والتفسير. اخت


نكتب عنكم بالحبر، فتية فلسطين وفتياتها، وتكتبون تاريخنا الجديد بدمائكم. نكتب عن فلسطين بصيغة الماضي، مسلّمين بأن إسرائيل، العدو، هي الحاضر، بينما أنتم تكتبون مستقبلنا بأهداب العيون التي يحاول إطفاءها رصاص الوافدين من خارج الأرض وتاريخ من عمرها. نتعب منكم من قضيتكم المقدسة التي كلما نجح العدو، برعاية دولية شبه مطلقة انضم إليها حكام العرب بالتحايل واعتماداً على الزمن وفعله في إنهاك الذاكرة المثقلة بالنكسات والهزائم، أعدتم فر


نشرت في جريدة “السفير”، 5102015 تنهار الدولة في لبنان أمام عيون رعاياها الممنوعين من أن يكونوا «مواطنين» فيها… وتمضي الطبقة السياسية، حاكمة ومعارضة (والكل شركاء) في تهديم الدولة بمؤسساتها كافة: الرئاسة الأولى والمجلس النيابي والحكومة، وصولاً إلى الجيش، في لعبة المزايدة والمناقصة بأبعادها الطائفية بل المذهبية، والتي تهدم آخر أسوار حماية «الوطن»: الوحدة الوطنية. لنتأمل في مبررات «الفراغ في سدة الرئاسة» حتى الساعة: إنها،


يعاني الأحداث في السجون اللبنانية ظروفاً نفسيّة وجسديّة غير ملائمة؛ لا مباني مؤهلة ولا قضاة ذوي مؤهلات محددة ولا عسكريين مُدربين على التعامل معهم. وهم، في مراكز إيوائهم التي يُفترض أن تعيد تأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، يتعرّضون للضرب والتعذيب والتحرّش الجنسي والترهيب... حتى أصبحت مباني الأحداث والمراكز التي تستقبلهم «ممرات» لـ«تأهيلهم» لمزيد من الانخراط في عالم الجريمة يقع مركز «مبادرة» في محيط مستشفى ضهر الباشق


ظهر أخيراً إلى العلن الخلاف بين وزير الاقتصاد أمين سلام وشركات التأمين. من حيث المبدأ، إدانة سلام لشركاتٍ احتالت على متضرري انفجار الرابع من آب، وقضمت حقوقهم، في محلّها. لكن توقيت إثارة القضية بعد عامين من الحادثة أثار الشكوك حول الخلفيات. في البحث تبرز رواية بطلها شقيق الوزير الذي يشغل رسمياً منصب مستشاره المالي، ويشغل بطريقة غير رسمية منصب المدير الفعلي لهيئة الرقابة على الشركات الضامنة الخاضعة قانوناً لوصاية وزير الاقتصاد


في ظلّ الانقطاع المستمرّ في التيار الكهربائي، يمكن إطلاق تسمية «عام الطاقة الشمسية» على عام 2022. فقد استورد اللبنانيون، لا لبنان الدولة، ألواحاً كافية لتوليد ما يقارب 2000 ميغاواط، ما كان سيسدّ جزءاً لا يُستهان به من حاجته إلى الطاقة في حال لم يكن هذا الحلّ فردياً، بل على مستوى الدولة ارتفع حجم استيراد ألواح الطاقة الشمسية المخصّصة لتوليد الكهرباء من 3 ملايين دولار خلال عام 2020، إلى أكثر من 407 ملايين دولار خلال عام 202


عندما تموتُ منظومةٌ فكريّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة، تتّضحُ ضرورةُ تغييرها عند بعض المراقبين والمثقّفين والنّاشطين، ولو ظلّت هذه المنظومة تتوهَّمُ وتُوهِمُ وكأنّها تُقاوم أو تتحدّى موتَها الأكيد. وهذا ما يحصلُ بالذّات مع النّظام اللّبناني القائم منذ مرحلة ما بعد اتّفاق الطّائف، ومع المنظومة السياسيّة التي ولّدها هذا النّظام، قبل عام ٢٠٠٥ وبعده. فشل النّظام الطّائفي التوافقي-التّحاصُصي الحالي في لبنا


لم تكن ثمة حاجة لرفع سعر دولار «صيرفة» وخفض دولار السوق السوداء خلال دقائق كي يثبت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن المكلف بحماية الليرة والحفاظ على استقرارها هو المضارب الأول عليها. فبعد فقدانه كل مقوّمات وظيفة الحاكم، يتفرّغ سلامة في الأشهر الستة الأخيرة من ولايته للتلاعب بسعر الصرف وإلحاق مزيد من الانهيار بقيمة الليرة اللبنانية وما يرافقها من تضخم. أبرز مثال على ذلك التعاميم التي تسمح ببيع الدولار عبر منصة «صيرفة» بأقل من ال


انتهى مونديال 2022. فازت الأرجنتين. استحقت الفوز. لم تكن فرنسا أقل مهارة. ركلات الترجيح عندما يتعادل الفريقان، بعد وقت اللعبة والوقت المضاف، تُقرّر فك ذلك التعادل. لا يستطيع الفريقان اللعب الى ما لا نهاية. يأتي وقت يتوقف اللعب، وخمس ركلات ترجيح لكل فريق. التسديدات فيها تحسم هوية الفائز في المباراة النهائية التي تعني بطولة المونديال. لاعب الفوتبول الذي بلغ منتصف الثلاثينيات من العمر يعتبر قد بلغ شيخوخة الملاعب. فاز فريق الشيخ


في زمن الحرب والدمار والجوع، يأخذك الشغف بتراثٍ سابق وضرورة نبشه إلى عوالمٍ غير متوقّعة. تراثٌ مسجّل في رسومٍ، في كتاباتٍ مخفيّة منسيّة أو لم تعرف النشر، وفي أخرى رائجة في بلادِنا تتنازعها تناقضات سرديّاتها، وفي أرشَفةٍ قد يقوم بها آخرون من بلادٍ بعيدة. كُلّها “آثارٌ” تتوالى أمامنا دون دلالة معيّنة حتّى يأتينا رسمٌ أو نصٌّ “منقوشٌ” ليفاجئنا بمضمونه وشكله فيُضيء أمامنا ما ينير عتمة السرديّات القائمة وإسقاطاتها. وعندما تذهب لت


أَطلقت عملية كفر قاسم، فجر أمس، إنذاراً مبكراً لِما يمكن أن يَحدث في الداخل المحتل، حيث يتقدَّم الفلسطينيون خط المواجهة مع العدو، في المرحلة المقبلة. ويخشى الاحتلال انتقال المواجهة من الضفة الغربية إلى أراضي الـ48، وتوسُّعها، في ما يشكل السيناريو الأسود بالنسبة إلى الإسرائيليين رام الله | قد يكون من المبكر ربْط العملية التي وقعت، فجر أمس، في مدينة كفر قاسم في الداخل الفلسطيني المحتلّ، بمرحلة جديدة من العمل الفدائي المقاوِ


لم تهدأ التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي ومجموعات «الواتساب» على جنون الدولار وإرتفاع الأسعار وكأنّها عيدية المسؤولين في الميلاد ورأس السنة إلى اللبنانيين لتنغّص عليهم أعيادهم بعدما سرقت في السنوات الماضية أفراحهم وحتى أحلامهم بعيش كريم. اللافت في التعليقات أنّها لم تترجم بأيّ تحرك إحتجاجي بخلاف السابق، فبقيت ساحات الثورة عند تقاطع ايليا والنجمة والشهداء تنتظر من يرفع صوت الإعتراض. واللافت فيها أيضاً أنّ اليأ


منذ ثلاثة أيام، تمتنع شركات استيراد الأدوية وحليب الأطفال والوكلاء عن تسليم الصيدليات طلبياتها. هذه المرة، لم يكن التوقف عن التسليم مسنوداً بحجج كالتي كانوا يسوّقونها في الفترات السابقة من تأخر المعاملات في مصرف لبنان إلى تقنين الشركات العالمية لطلباتهم، وإنما كانت «فجّة وصريحة»، على ما يقول الصيادلة الذين تبلغوا من عدد من الشركات قرار التوقف بسبب تلاعب سعر صرف الدولار الأميركي وعدم استعدادهم لتحمّل خسائر جديدة. كان القرا