New Page 1

حدث ذات ليل، أن غفوت بعد حزن يشبه الرقاد. ولا مرة اشتهيت حلماً. حصتي من الأحلام، كوابيس وحشة وحطام، قلَما رزقت حلماً فرحاً ولو كان كاذباً. تساءلت مراراً: هل إذا اشتهيت وتمنيت استجاب الليل لشهوتي في أن أحظى بمتعة الفرح؟ لم يستجب. الليل ملك خاص لمن لا يعير الاحلام أي اهتمام. إذا، رصيدي من الاحلام، زورق مثقوب، وغيمة عمياء، ويقظة ملل يُعبَّر عنها بالتثاؤب. ليالي حالكة وقاحلة، الى أن حدث ذات منام، ما يلي: بحر سري بشواطئ مكت


صار يهف من ذاكرتي خلال الأسابيع الأخيرة عنوان وتفاصيل فيلم سينمائي أظن أني شاهدته في السنوات الأولى من عقد الستينيات. كان العنوان “أنه لعالم مجنون مجنون مجنون” ومخرجه ستانلي كرامر وممثلة ميكي رووني النجم الذي أحببت وأنا أمر سريعا في عز سنوات شبابي. أما التفاصيل فتحكي قصة مجموعة أصدقاء تشابهت ميولهم وتجمعهم قيم إنسانية رفيعة وعلاقات طيبة سمعوا ذات يوم عن كنز مدفون في بقعة من غابة قريبة. راحوا يتسابقون. انطلق السباق هادئا ثم


لا عدد نهائياً بعد لركاب قارب الموت، وبالتالي لضحاياه، مع تقديرات بأن يتجاوز العدد الـ 100 شخص. رقم لا يعني توقف مراكب الموت، وخصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي تفجع فيها طرابلس ولن تكون الأخيرة طالما أن أحلام آلاف الشباب باتت تُرسم على خشبات مركب يظنّون أنّه طوق نجاتهم الوحيد من الحياة التي يعيشونها. يكاد لا يمرّ أسبوع من دون أن يغادر مركب يحمل حالمين بالهجرة من شواطئ العبدة والمنية وطرابلس، في رحلات تنظّمها مافيات تهري


في يوم الحداد الوطني، شيّعت طرابلس أمس عدداً من ضحايا "قارب الموت" في غياب أيّ حضور رسمي أو سياسي. كان الفقر فُرجة في طرابلس، وجاء الموت ليزاحمه ويحلّ مكانه، ليصبح هو الحقيقة الوحيدة على أرض المدينة في ظلّ كمية من الروايات المتناقضة أو الناقصة حول حادثة الغرق. حتى الآن لا أرقام دقيقة لعدد ركاب القارب، ولا لعدد المفقودين الذين تشير التقديرات إلى أنه قد يتجاوز الثلاثين، كما يمكن أن يكون عدد ركاب القارب قد ناهز الـ100 بحسب المت


مِن أي عالمٍ خرجوا ، وفي أي عالمٍ دخلوا ، وبأي عالمٍ أقحموا أنفسهم ؟ تجمّعوا ... تناقشوا ... تشاوروا ... اقتنعوا ... رحلوا ... ازداد الأمر بهم سوءًا ، في حياة مليئة بالفساد ، سمحت لتصوراتهم أن تحلّق بهم في الإتجاهات كافة ، نظروا إلى حالهم الميؤوس منه ، وعقدوا العزم على الهروب ... ظهر ضعفهم ، وقلة حيلتهم في دروب الحياة الوعرة ، فاشتدّت عليهم أحلك الظروف في طرق الحياة ومسالكها ، فقد ذابوا مع آخر الخطوات واستسلموا


وقع كورنيش صوفر ضحية الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على عمل البلديات والإدارات العامة. النفايات المكدّسة في الحاويات ومن حولها وأغصان الأشجار التي تكسرت من العواصف الأخيرة لا تزال ملقاة على جوانب الأرصفة. أعمال التخريب لحقت بحاويات النفايات المعلقة على الجدران وبعضها تعرض للتكسير. كما لحق التخريب بالأدوات الرياضية الموجودة على الكورنيش والتي يستفيد منها محبّو رياضة المشي. رئيس بلدية صوفر ورئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى وب


المعركة الأساسية لرفع نسبة المشاركة في الاقتراع تكاد تكون همّ الناخبين الذين يضاهون المرشحين حركة انتخابية. والأمر لا يتعلق بتأمين الحواصل فحسب، بل بإظهار ديموقراطية استقدام الناس إلى صناديق الاقتراع أن يرفع المرشحون صورهم على طرق لبنان وأبنيته بكثافة، فهذا عمل انتخابي قد يجد المحازبون تبريرات له. ولو أن كلفة إعلانات الأحزاب في مرحلة الفقر المدقع الذي يطاول اللبنانيين، بحسب شركات الإعلانات، باهظة جداً وبالدولار الأميركي ا


في شحيم، عاصمة إقليم الخروب، تبدو المعركة مفتوحة. صور ومكاتب متلاصقة وفود وزيارات يومية إلى المنازل. المفاتيح الإنتخابية بغالبيتها شمّرت عن زنودها للنزول إلى الأرض. في بلدة «القضاة والعمداء» من المتوقع أن يُشارك في الإنتخابات بين 6000 و7000 ناخب من أصل نحو 17 ألفاً لا يشارك كثيرون منهم بسبب عملهم في السلك العسكري، فيما المعركة على المقعد السني محتدمة بين مرشحين من «الجبّ» العائلي نفسه تختلف انتخابات 2018 في بلدة الـ95 قاض


الكتابة بداية الحياة. وليس كل “كتابة” كذلك. والصمت بداية الموت. لكن فلسطين لم تصمت. دمها ينطق. وكتابتها بداية من بدايات الحياة. كم مرة قالوا عنها خلص. “اشقاؤها” الاشقياء باعوها كلاماً واجروا بحقها قصص الإلغاء وبيادي التصفية. أخذوها الى كل العواصم، وخذلوها. كتبوا لها نهايات سرية. غمروها بالخيانات “الأخوية”. مراراً، صدقت أنظمة، أنها بريئة لأنها حكت وثرثرت وخطبت، ثم غسلت يديها بدم الفلسطيني. هل هذا كلام عام؟ أبداً. ظهر أن فلس


أخمن أن الغموض يخيم على أحوال الأمم في كل بقاع الكوكب وأنه باق لفترة قد تطول. لا أعني إطلاقا أنني أتوقع تدهورا أشد في العلاقات على قمة النظام الدولي كشرط تاريخي لقيام وضع جديد تماما. لا محل عندي للتشاؤم في هذه اللحظة المفصلية في تاريخ العلاقات الدولية. وأسبابي واضحة. فالتدهور الراهن شديد إلى درجة أتصوره صار كافيا لتلبية شرط التغيير كما صاغته العصور السابقة. هناك حرب عالمية ناشبة بالفعل، حرب متعددة الجبهات والأسلحة، حرب شاملة


لا يوجد ما يمنعُ تصعيدَ الأوضاع في الأراضي المحتلّة لتصل إلى مواجهة شاملة مع قطاع غزة. فالأسبوعان المقبلان مشبَعان بالمناسبات الدينية اليهودية التي يحرص المستوطنون على تفعيل طقوسها بما يمسّ الحرم القدسي، وهو ما سيستدعي ردّاً من المقدسيين ومن المناطق الأخرى، بما فيها الأراضي المحتلّة عام 1948. مع هذا، فإن التصعيد، كما تُبيِّن مواجهات يوم الجمعة الماضي، لا يبدو محتوماً، إذ إن إرادة الأطراف ذات الصلة، أيّ الاحتلال الإسرائيلي وا


بات جليّاً أن معادلة «وحدة الساحات» الفلسطينية تؤرّق العدو، المعنيّ، وفق التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية، بعدم الذهاب في تصعيده إلى مواجهة شاملة من شأنها أن تعيد فرض معادلات جديدة بمقتضى تداخل الساحات وترابطها، وسط استمرار الغليان خصوصاً في الضفة الغربية والقدس المحتلَّتَين. من هنا، يبدو أن المعادلة التي تسعى فصائل المقاومة إلى تثبيتها وفرْضها على العدو، منذ معركة «سيف القدس» في أيار من العام الماضي، تسير في الاتجاه المفتر


“لا أريدكِ أن تكتبي عني بورتريه، أكتبي عن الجدارية التي صنعها الأهالي”. ما أجملها وداد حلواني حتى عندما تصدك. تُحيلك إلى القضية لا إلى الأشخاص. غرزة غرزة طرّز الأهالي أسماء مفقوديهم. غرزوا الإبرة في مربعات صغيرة ثم خيّطوها لتملأ جداراً في “بيت بيروت” الشاهد على حرب أهلية لمّا تنتهي بعد. جدارية تشبه تلك التي خطّها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بحبر قلمه قائلاً: “وكأنني قد متٌ قبل الآن، أعرف هذه الرؤيا، وأعرف أنني


مُجدداً، أطلّت علينا القدس، بأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها، عنواناً لكرامتنا الوطنية والقومية المهدورة والمستباحة. شاهدناهم وكأنهم للتو يتعرفون على الأرض والتراب والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل نقطة تراب على أرض فلسطين. مشهد يُعيدنا إلى فلسطين التي أطلت علينا من غزة في الأمس القريب عبر بنايات كانت شامخة ثم أخذت تتهاوى ونحن نشفق على من فيها من أهلها الذين ستأكلهم النيران. وخيار الناس فيها محددٌ: الموت احتراقاً داخلها ا


القدس المحتلة – القسطل: يجلسان بجانب بعضهما البعض، يحدقان في صوره المُعلّقة في كافة زوايا الغرفة، ويتمنيان في يوم الأسير الفلسطيني بنبرةٍ مليئة بالألم والغصّة، أن يحضنا نجليهما دون زجاج السجن. عشرون رمضاناً وأربعون عيداً ولم تجتمع عائلة الأسير المقدسي مجدي الزعتري مع نجلها، وفي كل مناسبةٍ يبكونه ويفتقدون وجوده بجانبهم وبجانب زوجته وأبنائه. الأسير المقدسي مجدي الزعتري (44 عاماً) من وادي الجوز، اعتُقل في أيلول/سبتمبر عام