جمال حجازي .. شاعرٌ من بلادي :: موقع صيدا تي في - Saida Tv


جمال حجازي .. شاعرٌ من بلادي

أحمد وهبي .. كاتب وشاعر
10-03-2023
يعودنا في مولوده الجديد .. متباسقَ العطاء، يانعاً، راسماً من أرض الكرامة والعشق .. وطناً، حُلماً، عابراً إلى درج الظهيرة، وتلك معارج الروح، يستقيها، يغرّدها بلبل أنّاته .. فإذا ما توارى في التهيام، فتح علينا، وكشف للضوء سهول الحكايا، التي سيزيفيّة ورقة التبغ، نبتة الخلود في يومٍ غلغامشيّ المصير، ولأنّهُ الشاعر الأبيّ العنقائيّ القيام، ضرب في الدّنيا إلى بلاد استراليا، هذا المجاهد المتسارع النماء والبهاء، تجِنُّ مشاعره، يحيلها على الصفحات، لطالما، والقول .. كيف لها تحتمل جموع الآلام ..
  جمال حجازي، شاعرٌ من بلادي، وارف المعاني، وقد شقّ دوحته بالإرادة والصبر والعزيمة، إبن الصحافة والقلم الحُرٍ والرأي .. المكلوم بإنسانيته، فلا يني يستشفّ الأصالة من معين العقل والنفس والتجربة. مدادٌ محفوفٌ بالتعب الشديد، وسُقياهُ غيمة من بلادي، تتخافق، تتنابض فيه شجرة .. هي أمّ الخير والبركة والدفء والحنان، وقّادُ الذاكرات والنجمات، تعتمل في جنباته وحناياه صوراً وذكرياتٍ وأشواق .. الشائق لدمعةٍ وكسرة خبز، لقمرٍ جوريّ، للبركة والتينة والزيتونة، لجبل كحيل .. حيث هواء الوجوه والسواعد، الوطنيّ بامتياز العشق والجمال ..
...
كأنّي به ..
هنا في حُلكة الزوال، خيالات الرّيح، لا تتعب، أمَا وقد طال الانتظار، تشير لرؤىً بدأت بالتلاشي، لأجعل الروحَ حارستها، كلّما تخطر كأغصان الماء، أعقد منها، من هذا الماء جدائلَ، تتسادل لشفاهٍ ظمأى لحبر الصفحات، لأجل الخلود كانت الدّنيا. منذ سالف الأزمان، درَجْوا بفطرة التعاقب، خمّنوا الأعمار زمناً مقطوعاً. أساطير تكشف عمقَ الخيال، حقيقةَ العقل بوصفه القدرة، الإبداع، سيرورة التكوين.
  الروح، تجيء كاملة المعاني، ولأنّها كيانية الذات، تبدأ بالإمتلاء. امتلاءٌ يحتمل الحلو والمُرَّ، يحوي توغّلاً لعلَّ الناي تراقصها أصابع شفّافة، لعلّ زهرةً في رأس عاشقةٍ غير مرئية، لعلّ فكرةً تبرق بصاحبها إلى حياةٍ أخطأتْ عنه مرّةً، حتّى مرّاتٍ جاورَ فيها خدعة الحياة، فإن جاوز دمُهُ شعاع جسده، أخذ بيده لمغامراتٍ لطالما حلم بها.
...
بعد .. غصون الأيام، ديوانه الأول،  يجيء  .. على صهو التعب، ديوانه الثاني، ومن خطاها، يكتب، يقيم سهلاً ورابية، ومن الضياء أذرعاً، ذات نمطيةٍ حجازية، وعَمارةً ذات هندسةٍ وجدانيّةٍ من باب المجاز .. لفجر الكلام، رؤىً من السلام تتضافر عناقاً، ضمّاً لذاته النَسر .. طفلاً، كي يردَّ الوردَ للورد .. والعشب بذيّاك الودّ الباهر.
يكتب جمال بعبقر فطرته، بلسان حالنا، يجتذب في ترحاله صوراً شاعريةً دفّاقةَ المفردات، وهي شغفه وعشقه، تصريف وجدانه واعتماله .. حيث يقول :
غيوم ترسم على وتيرتها ، تنام على درج الظهيرة ، انا العابر في الحلم  ..على ضوء الزمن ، تعطي من فروعها يداً .. لتروي السهول ، حكاية حبّها ، من أعاليك نمت ذاكرتنا ، ما زلتِ تحتضنين كلّ طير ، والقلب يصغي ، يقرأ وجهك ، يكتب أوراقك ، شجرة من بلادي ، نجمة من فضاءات الحقول ، ومن خطاها سهلاً ورابية ، وأذرعك من ضياء .. يا فجرَ الكلام ..رؤاك ، وهذا السلام تضُمّين النسر طفلاً ، كي يردَّ الوردَ للوردِ والعشب تحية .. !!


New Page 1