لم تفضِ النقاشات بين عمادة كلية الطب في الجامعة اللبنانية وطلاب الطب المقيمين والمتمرنين في المستشفيات، على خلفية تعديل رواتبهم، إلى مخرجٍ ينهي الاعتصام المفتوح منذ أسبوع. فحتى النقاشات التي جرت أمس بين الطرفين خلال الاعتصام المركزي الذي أقامه الطلاب في حرم الكلية لم تنته إلى شيء، إذ بقي قرار عمادة الكلية القاضي زيادة بقيمة 250 دولار ثابتة للكل (هي عملياً 100 دولار تُضاف إلى 150 دولاراً مقرّة سابقاً ويتقاضاها الطلاب) هو القرار الرسمي حتى اللحظة... غير الموافق عليه أصلاً من الطلاب.
وعلى الرغم من توجيه الطلاب رسالة إلى عميد كلية الطب، الدكتور محمد موسى، أقرب إلى المقترح وتقضي بقبولهم بفكّ الاعتصام في مقابل «إقرار رسمي من الإدارة بالعمل التدريجي على تحسين الراتب، مع القبول بأن تكون نسبة الزيادة التي أقرّت سارية المفعول لشهرٍ واحد هو نيسان، على أن يلحقها زيادة بقيمة 50 دولاراً خلال شهري أيار وحزيران، والتحوّل التدريجي نحو الأرقام التي طرحناها والتي تبلغ 350 دولاراً في حدّها الأدنى مع بداية الدورة الجديدة خلال آب المقبل». وقد دعا الطلاب العميد موسى إلى تبني تلك الرسالة رسمياً، غير أن «الجواب عليها لم يأت بعد»، تقول مصادر لجنة المتابعة، مضيفة أنه «نمي إلينا أنه تمّ تشكيل لجنة للتفاوض مع المستشفيات، وهو ما لا يطمئن نظراً لتعاطي عدد لا بأس به من تلك المستشفيات مع الأطباء المتدربين لديها». ولأجل تلك الأسباب، لم يفكّ الطلاب اعتصامهم، وإن عادوا لمتابعة حالات إنقاذ الحياة فقط «نزولاً عند رغبة العميد من جهة ولأننا نعرف أنّ المستشفيات لن تتحمّل مسؤولياتها تجاه المرضى».
على الطرف الآخر، يتعرّض الطلاب لضغط مزدوج أقرب إلى التهديد من قبل إدارة عمادة الكلية وإدارة عدد من المستشفيات. وبحسب مصادر لجنة المتابعة «يجري تخويف الطلاب من باب أنّ الاستمرار في الإضراب يؤثر على السير العلمي وطريقة احتساب أيام الإضراب، ولذلك قيل لنا أول من أمس بطريقة ما أن يكون اعتصامنا رمزياً، على أن نعود غداً إلى المستشفيات، وهو ما دفع ببعض الطلاب إلى العودة مرغمين خوفاً من تدني علاماتهم». أما بالنسبة للمستشفيات، فقد كان الوضع في بعضها أقرب إلى «البلطجة»، حيث أنّ عدداً منها «هدّد الطلاب ومنعهم من المشاركة في الاعتصام وحتى الإضراب، فيما مستشفيات أخرى عمدت إلى تحذير الأطباء لديها من أنّ الاستمرار في الإضراب سيؤثر حكماً على التقرير العلمي المطلوب، وهو ما أدّى إلى تراخي البعض».