"جبل الباروك" - من قصيدة شوقي بزيع في الذكرى الأربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط :: موقع صيدا تي في - Saida Tv


"جبل الباروك" - من قصيدة شوقي بزيع في الذكرى الأربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط

من قصيدة شوقي بزيع
" جبل الباروك"
في الذكرى الأربعين لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط

كأنما جبلُ الباروك أذهلهُ أن تنحني ,فمشى في يومك الشجرُ
والأرز أفْلت من حراسه ومشى وفي ثناياه من جرح الردى خدَرُ
لما هويتَ هوى من برجه بردى وبانكسارك كان النيل ينكسرُ
أظنُّها طلقات الغدر حين هوتْ تكاد لو أبصرتْ عينيك تعتذرُ
* * * *
كالطيف تخطر لي ذكراك, هل لغةٌ بها ضفاف مداك الرحب تنحصرُ؟
وقد تعدّدْتَ حتى لم تعُد جسداً بل شبْهة تترامى حولها الفكَرُ
ففيك حكمةُ سقراطَ الي هزئتْ بالموت, والقيمُ السمحاءُ والكبَرُ
وفيك من صورة الحلّاج صرْختهُ ضدالطغاة ,وما أفتوا وما هذروا
وأنت ترمقُ جلاديكَ مرتفعاً فوق المنايا,وتُعْليهم وقد صغُروا
* * * *
تلك الطريقُ التي أرْدتْكَ كم قمراً من حولها دار, كم حفّتْ بها عصُرُ؟
رأيتَ فيها دليل السالكين الى مختارة الروح ,واللغزَ الذي سبَروا
على يمينك بيت الدين , يرفعها نسّاكُها حيث تدنو أنجمٌ غُرَرُ
وعند أقصى يسار السفح مملكةٌ من الموسيقى التي ما مسّها وترُ
كأنّ برق السلالات التي انصرمتْ يضيء وجهَكَ لمْحاً ثم يندثرُ
والموت يدنو ويخبو مثل سنبلة بشالها دمُكَ القمحيُّ يأْتزرُ
حتى إذا غاص في عينيكَ مخْلبُهُ راحت سماءٌ من الأحزان تنفطرُ ...


New Page 1