الولايات المتحدة أمام إحتمال الإنهيار والتفسخ .. كتب ناجي صفا :: موقع صيدا تي في - Saida Tv


الولايات المتحدة أمام إحتمال الإنهيار والتفسخ .. كتب ناجي صفا

يقول المثل العربي ( ليس هناك كبير أمام الفقر والمرض) . ويبدو أن هذا هو حال الولايات المتحدة الآن ، هي باتت مرشحة للفقر والإفلاس ما لم يتدارك الكونغرس الموقف ويرفع سقف الدين العام الذي بلغ أرقاماً خيالية أدت إلى تنازع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري،
لكي تتمكن الولايات المتحدة من سداد ديونها ودفع الرواتب والأجور وتسيير عجلة البلاد الإقتصادية لا بد لها من الإستدانة وإلا فإنها أمام مخاطر الإنهيار المالي والإفلاس.

الولايات المتحدة غارقة في الديون ، فقد بلغت ديونها 31,7 تريليون دولار أي ما يمثل 150% من دخلها الوطني .
لجأت الولايات المتحدة إلى الإستدانة العالية إبان أزمة كورونا ، وطبعت كميات كبيرة من العملة دون أن يكون لها تغطية بعد أن إنسحبت من إتفاقية بريتن وودز ذات التغطية الذهبية .
لم يجار هذا السلوك معدلات النمو المتباطئة جراء الكورونا حيث تراجع مستوى النمو خلال الأزمة مع بنية تحتية متهالكة، وبدل أن تقلل الولايات المتحدة من إنفاقها مراعاة لهذا الواقع إستمرت في مشاريعها الإستعمارية ورفعت الإنفاق العسكري إلى 840 مليار دولار .

طيف رياض سلامة يحوم فوق البنك الفدرالي الأميركي بحيث ستضطر الولايات المتحدة إذا ما رفض الكونغرس رفع سقف الدين إلى وضع يدها على الودائع كما حصل في لبنان ، وأكثر ما هو مرشح لوضع اليد عليه هي الصناديق السيادية العربية لكل من السعودية والإمارات وقطر والكويت والعراق ما لم تبادر هذه الدول إلى سحب ودائعها وأموالها قبل أن تنفجر الأزمة.
184 مصرفاً في الولايات المتحدة مرشحة للإفلاس والإنهيار ، يعزز ذلك حالة الإنقسام المجتمعي السائدة في الولايات المتحدة ولا سيّما في الولايات الجنوبية مثل تكساس حيث ميلشيات وتنظيمات شبه عسكرية، ومثل كاليفورنيا التي تُعتبر أغنى الولايات وتساهم في سد العجز الناتج عن التهور في الإنفاق ومراكمة الديون.

قد تلجأ الولايات المتحدة لتغطية هذا النقص إلى إثارة الحروب والنزاعات في مناطق عالمية قابلة للإشتعال، وذلك بهدف بيع الأسلحة والإعتماد على الإنتاج الحربي لسد هذه الفجوة.
الولايات المتحدة ليست بعيدة عما يجري في السودان لأن عينها على الذهب السوداني وعلى الثروات الأخرى التي يختزنها السودان ، كذلك مجاولة إشعال الحرب مجدداً في اليمن وإفشال التسويات التي يجري العمل عليها وذلك لهدفين:
الأول وضع اليد على الموارد الغازية والبترولية من جهة ، والسيطرة على الموانىء والممرات إنطلاقاً من بحر العرب ، والمحيط الهندي وخليج عدن وصولاً إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر للسيطرة على الممرات في معركتها المتوقعة مع الصين، وهي معركة متوقعة في حال إنفجار الأزمة المالية في الولايات المتحدة التي ربما تذهب إلى إلقاء القبض على الأموال الصينية داخل الولايات المتحدة والمقدرة بحوالي 900 مليار دولار .

لطالما كانت الإمبراطوريات تنوء تحت ثقل توسعها العسكري وتأمين المقومات للقواعد التي تنشئها لأهداف إستعمارية ، وها هي الولايات المتحدة تنوء تحت تضخم ميزانيتها العسكرية و إضطرارها للإنفاق على أكثر من 900 نقطة وقاعدة عسكرية في العالم .
بحسب إيديولوجية التعالي التي تمارسها الولايات المتحدة والعجرفة، وإطلاق العنان لفكرها الرأسمالي الفاجر، فإن إحتمالات الخروج من المأزق تصبح مرهونة عبر تفجير حروب تسمح بمقتضاها السيطرة على الأموال والودائع والديون والسندات وإقتطاع نسبة75% من قيمة الودائع والسندات تيمناً بما فعله رياض سلامة بأموال المودعين في لبنان .


New Page 1