مشروع تهجير غزة يتدحرج نحو نكبة ثانية ؟؟ كتب ناجي صفا :: موقع صيدا تي في - Saida Tv


مشروع تهجير غزة يتدحرج نحو نكبة ثانية ؟؟ كتب ناجي صفا


18-11-2023
رغم الصفعة القاسية التي تعرّض لها الجيش الإسرائيلي والتي بدا فيها عاجزاً عن ترميم صورته، وإعادة الإعتبار لقوة الردع التي فقدها، لجأ العدو إلى أمرين لعله من خلالهما يحظى بترميم الصورة.
الأمر الأول: اللجوء إلى المجازر التي لم ينج منها الحجر والبشر والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمؤسسات والبُنى التحتية على إختلافها، والأطفال والنساء والعجزة، واللجوء بعد القصف وتدمير المباني إلى جرفها وتمهيدها وجرف الطرقات بشكل يستحيل معه العودة إليها.
الأمر الثاني والأخطر هو أنه أخرج من الأدراج مشاريع التهجير القديمة الجديدة، وعليه فقد لجأ إلى قصف شديد ومُركّز لكافة البُنَى التي أشرت إليها أعلاه بهدف تهجير أولى من الشمال نحو الجنوب، وقد نجح في تهجير ما يزيد على مليون مواطن نحو الوسط والجنوب في عملية تفريغ منطقة شمال القطاع من السكان، ودفعهم نحو الجنوب.

لقد تم حشر حوالي مليوني شخص في جنوب القطاع، في خان يونس ورفح بالقرب من الحدود المصرية -- الفلسطينية.
الخطوة التالية التي سيلجأ إليها العدو في إطار مشروعه التهجيري هو الدخول إلى منطقة الجنوب كما حصل في الشمال، و إرتكاب المجازر والضغط على السكان المتكدسين في الجنوب بهدف إجبارهم على الهجرة نحو سيناء أو الموت بالمجازر.
خلاصة المشروع الصهيوني المغطى أميركياً هو تهجير الفلسطينيين من غزة وتفريغها تمهيداً للإستيلاء عليها.

تريد بذلك أمرين.
الأول، ترميم صورة الجيش و إستعادة قدرة الردع التي فقدها في غلاف غزة.
الثاني تهجير سكان غزة و إفراغها في سياق مشروع الإستيلاء على كامل فلسطين مفرغة من سكانها تطبيقاً لنظرية أرض بلا شعب، على أن يلجأ في مرحلة لاحقة لتهجير الضفة الغربية إلى الأردن، بإعتبار أن الضفة الغربية التي يسمونها ( يهودا والسامرة ) بحسب التوصيفات التوراتية والتلمودية هي قلب المشروع الصهيوني.
أعتقد أن المرحلة الثالثة من هذا المشروع ستكون تهجير سكان الجليل وما تبقى من سكان حيفا ويافا وعكا وبقية المدن والقرى تهجيرهم بإتجاه لبنان.

إسرائيل تطمح إلى صفاء عرقي وديني على كامل أرض فلسطين التاريخية، ويبدو أن هذا المشروع مُغطى أميركياً في عملية محاكاة لما قامت به الأخيرة حيال الهنود الحمر في أميركا، ومُغَطّى غربياً تطبيقاً لنظرية القاعدة الإستعمارية في المنطقة، لا سيّما أن الغرب الأوروبي يحتاج لثروات النفط والغاز وموارد أخرى تحتاجها أوروبا بعد إنقطاع الصلة مع روسيا و إنقطاع الغاز والنفط عنها.
أمر هام يجب الإشارة إليه ويشكل عاملاً هاماً و أساسياً في المشروع الصهيوني المغطى غربياً هو أن بحر غزة غني بالنفط والغاز، وقد وقّع الكيان في شهر أيار الماضي إتفاقاً للتنقيب عن النفط والغاز في بحر غزة مع شركة بريتش بتروليوم البريطانية بمبلغ مليار ونصف مليار دولار ، وقد وقّع العقد عن الجانب البريطاني زوجة ريتشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني بإعتبار أن والدها يملك أسهماً كبيرة في هذه الشركة وقد فوّض إبنته زوجة رئيس الوزراء بالتوقيع على العقد.
من هنا نستطيع أن نقرأ حماسة ريتشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الذي جاء إلى الكيان لدعم نتنياهو والمشروع الصهيوني في تدمير غزة وتهجير أهلها، وقد ظهر ذلك أيضاً في تصلّب الموقف البريطاني في مجلس الأمن.

الموقف العربي للأسف يتراوح بين الهُزال والتآمر ، وهذا يفسّر عجز مؤتمر القمة العربية والإسلامية عن القيام بعمل جدي يُفشل المشروع الصهيوني .


New Page 1