متى تنتهي الحرب ؟؟ سؤال يتردد على ألسنة المواطنين وحتى على ألسنة بعض المحللين السياسيين.
تتباين الآراء حول ذلك وتكثر التنبؤات، بعضها يراهن على المجتمع الدولي في وقف هذه الحرب بذريعة أن المجتع الدولي لن يستطيع تحمل إستمرار المجازر، والبعض الآخر يستند في تمنياته إلى حركة الشارع وتأييده للقضية الفلسطينية ومطالبته بوقف الحرب.
أَتَبسّم عندما أسمع العديد من المحللين السياسيين يتحدثون عن المجتمع الدولي أو التعويل على حركة الشارع في أوروبا وأميركا و هم يعلمون أن مصطلح المجتمع الدولي ممسوك من الولايات المتحدة التي ما زالت تُغطي العدوان الإسرائيلي. أما حركة الشارع فرغم قيمتها المعنوية فقد شبّهْتُها بغزل البنات.
لدى إسرائيل غطاء دولياً ظاهراً من دون اي تحفظ، وهذا يجعلها لا تُعطي بالاً سواء للمجتمع الدولي أو لحركة الشارع طالما هي مطمئنة أنها فوق القانون، وأن ليس من يحاسبها بسبب الغطاء الذي توفّره لها الولايات المتحدة والغرب الأوروبي.
لا شك أن الشارع في الغرب تحرّك بما يفوق التحرك العربي، لكن ذلك لا يعدو كونه دعم وتأييد معنوي فحسب، لم يستطع الشارع في الغرب التأثير على القرار السياسي لهذه الدول التي ما زالت تدعم الكيان الصهيوني وتغطي جرائمه.
كل الإحترام والحب والتقدير لحركة الشارع، سواء الغربي أو العربي، لكن يجب أن نُسْقِط الأوهام بإمكانية صرف هذا التحرك وتقريشه في الميدان، فالإتكال هو على سواعد المقاتلين الذين يُكبّدون العدو خسائر كبيرة يعجز عن تحملها.
لا شك أن توسيع مدى الإنتشار الصهيوني في عموم غزة يوفّر للمقاومة فرصة لإيقاع خسائر أكبر،ويُنْتِج معادلة جديدة قوامها علاقة جدلية بين منسوب توسيع الإنتشار الصهيوني، وبين إرتفاع معدلات الخسائر.
عندما يشعر العدو أنه يتكبد خسائر غير قادر على تحمّلها سيرتدع تلقائياً بسبب إرتفاع الكلفة، وبسبب عجزه عن الحسم.
لا شك أن المجتمع الصهيوني سيضج عندما يرى مئات القتلى يتم نقلها يومياً، لا سيّما أن القيادة العسكرية ملزمة بإبلاغ أهالي القتلى بمقتل أبناءهم ، سيثير ذلك المجتمع إعتراضاً على قتل أبنائهم لا سيّما أن لا نتائج سياسية، أو تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها.
القرار يقرره الميدان أولاً وأخيراً، بذلك وبموجب نتائج الميدان يمكننا عندها إستقراء إحتمالات توقف الحرب، غير ذلك يبقى مجرد تمنيات .