أن يجتمع قادة الأحزاب والقوى الناصرية في مصر ولبنان على طريق وحدة الحركة الناصرية في الأمة خطوة جديرة بالإعتزاز، لا سيّما أنها جاءت في ظرف تخوض فيه أمتنا معركة تاريخية في غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان، وصولاً إلى اليمن والعراق وسورية المُثْخَنة بالجراح، كما جاءت في زمن تَشّهد فيه غزة ملحمة تاريخية وهي القطاع الذي تبَلْورت على أرضه في الفالوجة فكرة ثورة 23 يوليو الناصرية، والتي منها أيضاً بدأ العدوان الصهيوني -البريطاني الفرنسي على مصر بقيادة جمال عبد الناصر في 29 أكتوبر /تشرين أول عام 1956...
إن هذه الخطوة التي يُرحّب بها كل القوميين والنهضويين العرب تشكّل أيضاً تجاوباً مع مطلب قومي عربي يُدرك أن أمتنا لن تتمكن من مواجهة كافة التحديات إلا بخطوات من هذا النوع يترفّع فيها المناضلون الحقيقيون عن كافة الصغائر والعصبيات المريضة والحسابات الضيّقة وتُدرك أن الطريق إلى وحدة الأمة لا تقوم إلاّ بوحدة القوى النهضوية في الأمة، وبالعمل على بِناء مقاومة عابرة لحدود "سايكس بيكو" ولكل مشاريع التجزئة والتقسيم والتفرقة الإستعمارية..
فألف تحيّة لكل خطوة تجمع بين قوى التحرر في الأمة...و ألف لعنة على كل من يغلّب الإعتبارات الصغيرة على الأهداف الكبيرة.